درس الإتقان عبادة وعملا للسنة الأولى إعدادي

تحليل محاور الدرس ومناقشتها:

I – مفهوم الإتقان ودعوة الإسلام إليه:

الإتقان: هو إحكام الشيء وجعله على أكمل وجه، ويتوفر الإتقان في العمل من خلال:

  • إتيان العمل على أحسن صورة.
  • عدم التماطل والتأخير في إنجازه.
  • بذل الجهد لتطويره وتحسينه.

وتجويد العمل وإتقانه من المطالب الشرعية العظيمة الذي حث عليه ديننا الحنيف، فقد حث الإسلام على الإتقان، فهو أمانة، ومما بني عليه الدين، فينبغي للمسلم أن يعود نفسه عليه، فهو سمة أساسية في الشخصية المسلمة، فالمسلم مطالب بالإتقان في كل أعماله تعبدية كانت أو سلوكية أو معاشية، قال تعالى: ﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ﴾، فالمؤمن يجب أن يحرص على إتقان عمله ويحسنه ويجمله قدر الإمكان، مبتغيا الأجر والثواب من عند الله تعالى.

II – مجالات الإتقان وثمراته:

1 – الإتقان في العبادات:

يعتبر الإتقان في العبادات شرطا في قبولها، ومن مظاهر الإتقان في العبادة:

  • إتقان الوضوء: ويكون بأداء فرائضه وسننه على أكمل وجه، قال ﷺ: «مَنْ تَوَضَّأَ، فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِنْ جَسَدِهِ حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ تَحْتِ أَظْفَارِهِ».
  • إتقان الصلاة: ويكون بالاستعداد لها بالطهارة والخشوع والطمأنينة وتحسين الهيئة، قال تعالى ﴿خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ﴾، وأداؤها بخشوع وسكينة ووقار، وقد أنكر رسول الله ﷺ على رجل صلاته لإسراعه فيها، فقال له: «ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ».
  • إتقان الصيام: وذلك بشروطه وأركانه مع اجتناب كل ما يبطله أو ينقص من أجره، قال ﷺ: «مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ وَالْجَهْل فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ».
  • إتقان الحج: وذلك بأداء المناسك من فرائض وواجبات ومستحبات على أحسن وجه، قال ﷺ: «مَنْ حَجَّ للهِ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ».
  • إتقان تلاوة القرآن: وتتم بإخلاص النية لله، والتأدب مع القرآن، واحترام قواعد التجويد …، قال ﷺ: «الَّذِي يَقْرَأُ القُرْآنَ وَهُو ماهِرٌ بِهِ معَ السَّفَرةِ الكِرَامِ البَرَرَةِ».

2 – الإتقان في الأعمال الدنيوية عبادة:

إن من أهم القيم التي كان رسول الله ﷺ يسعى إلى غرسها في نفوس الصحابة هو خلق إتقان العمل وتحسينه، سواء كان عملا دينيا أو دنيويا، فكل عمل صالح يخلص فيه المرء لله ويتقنه يعتبر عبادة يؤجر عليها، من أمثلة ذلك:

  • طبيب يعالج وينصح الناس وهو متقن لعمله.
  • تلميذ يتفانى في مراجعة دروسه وهو متقن لذلك.
  • موظف يحرص على واجباته ولا يتكاسل وهو متقن لعمله …

3 – ثمرات الإتقان:

  • نيل رضا الله.
  • حصول البركة.
  • الرفعة في الدنيا والآخرة.
  • رقي وازدهار الأمة.
  • الإتقان سبب البقاء والقدرة على المنافسة …

الاستنتاج:

الإتقان يجب أن يكون جزءا لا يتجزأ من سلوكنا وأخلاقنا العملية، فهو ضرورة حياتية وفريضة شرعية، يلزم المرء أداؤها في كل أعماله وعباداته، قال تعالى: ﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا﴾.

الصفحة: 1 2

عرض التعليقات