الأقسام: التاريخ

درس الاكتشافات الجغرافية وظاهرة الميركنتيلية للجذع المشترك آداب

II – خلفت الاستكشافات الجغرافية عدة نتائج كان لها تأثير كبير على أوربا وبقية العالم:

1 – أساليب تدبير المستعمرات وانعكاساتها:

زاحم البرتغال المغرب بخصوص ذهب السودان عندما وصلت سفنهم إلى مناطق الإنتاج (غرب إفريقيا)، حيث أقاموا مراكز تجارية بالهند والصين وإفريقيا الغربية، فحصلوا على كميات هائلة من التوابل والذهب، كما استخدموا العبيد في الأراضي الفلاحية بالعالم الجديد، كما شن الإسبان عملية إبادة واسعة ضد السكان الأصليين (الهنود الحمر) عن طريق الاسترقاق والاستغلال والحروب، فتم القضاء على حضارات عريقة (الأنكا، الأزتيك، المايا)، وذلك بسبب تعطش المعمرين للذهب والفضة.

2 – نتائج الاكتشافات الجغرافية:

تحولت طرق التجارة العالمية من البحر المتوسط نحو المحيط الأطلنتي، وازدهرت مدن بالسواحل الأطلنتية كلندن  وبوردو وأنفرس، كما وصلت كميات كبيرة من المعادن النفيسة لأوربا من العالم الجديد مما انعكس إيجابيا على تجار أوربا، وقد استفادت الطبقة البورجوازية بازدياد ثرواتها، في حين انعكس ذلك سلبا على العمال والحرفيين الذين انخفض مستوى عيشهم وازدادت نسبة الفقر بينهم بسبب تدني الأجور وارتفاع الأسعار، كما تفوقت الإمبراطورية الإسبانية وتوسعت مداخيلها، بينما ضعفت الإمبراطورية البرتغالية بسبب قلة سكانها حيث عجزت عن التوغل داخل المستعمرات واقتصرت على الاستقرار بالسواحل.

ІІІ – لعبت المركنتيلية دورا كبيرا في تنظيم الحياة الاقتصادية والاجتماعية بأوربا خلال القرنين 15 و16م:

1 – مفهوم المركنتيلية وأسسها:

استفادت الطبقة التجارية والطبقة الحاكمة من تدفق المعادن النفيسة من العالم الجديد على أوربا، حيث وجدت الدول الناشئة مصلحتها في القوة الاقتصادية للطبقة البورجوازية ومفكريها، فوجدت حلول فكرية واقتصادية تخدم المصالح السياسية والاقتصادية المشتركة، حيث ظهرت مدرسة التجاريين التي امتدت من القرن 15م إلى القرن 18م، وقد اشتقت المركنتيلية من الكلمة الإيطالية Mercante، وهي نظرية اقتصادية تجارية اعتبرت أن الثروة أساس قوة الدولة، وأن الثروة الحقيقية تتجلى في وفرة الذهب والفضة، إذ أن الهدف من السياسة الاقتصادية هو تحقيق تلك القوة.

2 – خصائص ومظاهر المركنتيلية بأوربا:

لتوفير أكبر كمية ممكنة من الذهب والفضة، سلكت دول أوربا سياسات مختلفة:

  • إسبانيا: اكتفت بمنع إخراج المعادن النفيسة من البلاد، والعمل للحصول على كميات منها من المستعمرات دون وساطة.
  • فرنسا: ركزت سياستها الاقتصادية على التصنيع وتشجيع الصادرات بواسطة شركات تتكلف بالتسويق وفرض سياسة حمائية على السلع المصنعة.
  • إنجلترا: عملت على احتكار التجارة في البحار بواسطة أسطولها البحري القوي وشركاتها التجارية المتعددة.

خاتمة:

لقد فتحت الاكتشافات الجغرافية أمام الأوربيون العديد من الأسواق الجديدة حركت التجارة البعيدة، وساهمت في تراكم الأموال وبروز دور الطبقة البورجوازية في توجيه الاقتصاد الأوربي نحو رأسمالية تجارية كبرى.

الصفحة: 1 2

عرض التعليقات