درس المجال المغربي: الموارد البشرية (التشخيص ومستوى التنمية البشرية) للسنة الأولى باكالوريا آداب

مقدمة:

الموارد البشرية هي مجموع الطاقات البشرية التي يمكن تعبئتها لتحقيق التنمية في مختلف الميادين.

  • فما هي الوضعية الديموغرافية لساكنة المغرب؟
  • وما هو مستوى تنمية الموارد البشرية بالمغرب؟
  • وما هي الجهود المبذولة لتحسين مستوى التنمية البشرية بالمغرب؟

І – الوضع الديموغرافي بالمغرب وخصائصه المجالية:

1 – مكونات الدينامية السكانية، وخصائص الوضع الديموغرافي بالمغرب:

عرفت الساكنة المغربية نموا ديموغرافيا منذ منتصف القرن 20م، حيث دخل مرحلة الانفجار الديموغرافي أمام ارتفاع معدل التكاثر الطبيعي المرتبط بارتفاع الولادات وانخفاض الوفيات، لكن في السنوات الأخيرة تراجعت وثيرة النمو الديموغرافي، حيث شرع المغاربة في تطبيق سياسة تحديد النسل تحت تأثير المشاكل الاجتماعية والأزمة الاقتصادية، وقد ظل سكان الأرياف يشكلون الأغلبية إلى حدود نهاية الثمانينات، غير أنه منذ مطلع التسعينات انقلبت الوضعية، حيث شهد المغرب التحول الحضري وعرفت نسبة سكان المدن تطورا سريعا بسبب انتشار الهجرة القروية.

2 – يطبع توزيع السكان وحركاتهم تباينات داخل المجال المغربي:

تتوزع الكثافة السكانية بالمغرب بطريقة جد متباينة، بحيث ترتفع في السهول والهضاب الأطلنتية بفعل ملائمة الظروف الطبيعية وأهمية الأنشطة الاقتصادية، وترتفع أيضا في الريف بفعل قدم التعمير، في المقابل فالكثافة السكانية ضعيفة في المناطق الصحراوية المتميزة بقساوة الظروف الطبيعية وهزالة الأنشطة الاقتصادية.

II – التباينات السوسيو اقتصادية لدى ساكنة المغرب:

1 – تشخيص خصائص المهن الاجتماعية للسكان:

تمثل الفئات العمرية المتراوحة أعمارها بين 10 و24 سنة جزءا مهما من سكان البلاد، في نفس الوقت تشكل الساكنة النشيطة ( 15-59 سنة) القسم الأكبر من مجموع السكان، وتأتي بعدها فئة الصغار والأطفال، أما نسبة الشيوخ فهي ضعيفة، وبالتالي نستخلص فتوة الهرم السكاني المرتبطة بارتفاع معدل التكاثر الطبيعي في العقود السابقة، مما يطرح مشاكل في القطاعات الاجتماعية الأساسية (التشغيل، التعليم، الصحة، السكن، التغذية)، كما يلاحظ بأن نسبة الساكنة النشيطة في الوسط الحضري أكثر بقليل من نظيرها في الوسط القروي الذي يشهد نسبة بطالة أقل، كما يتبين بأن نسبة البطالة مرتفعة لدى فئة الشباب نظرا لتناقص فرص التشغيل خلال العقدين الأخيرين، وترتفع نسبة البطالة أيضا لدى الأشخاص ذوي الشهادات العليا مقارنة مع الأشخاص بدون دبلوم، وهكذا يشغل قطاع الفلاحة والغابات والصيد البحري أعلى نسبة 44.4%، تليها الأنشطة الإدارية والخدمات العمومية 19.4%، أما الصناعة تمثل 12% وتختتم اللائحة بمهن النقل والتخزين والاتصال بأقل من 4%.

2 – تشخيص بعض الخصائص الاجتماعية للسكان وتبايناتها المجالية:

  • التعليم׃ نسبة تمدرس الأطفال 90%، ونسبة أمية الكبار 50%، وارتفاع نسبة الهدر المدرسي، وتفشي الأمية في صفوف الإناث.
  • السكن׃ نسبة الساكنة المزودة بالماء في الوسط الحضري 93% مقابل 17% بالوسط القروي، ونسبة التغطية بالكهرباء بالوسط الحضري 91% مقابل 26% بالريفي، وانتشار السكن غير اللائق 5 ملايين نسمة تسكن مساكن غير لائقة.
  • الصحة׃ معدل التغطية الصحية (9.46 طبيب) لكل 1000 نسمة، ومستوى الإنفاق الصحي 1800 درهم للفرد، أي 2 % من الناتج الداخلي الخام.

III – مستوى التنمية البشرية بالمغرب:

1 – تطور مستوى التنمية البشرية بالمغرب:

تطور مؤشر التنمية البشرية تدريجيا في الفترة الأخيرة بفعل الجهود المبذولة وضمنها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، غير أن هذا المؤشر لم يرق إلى المستوى المطلوب، حيث يحتل المغرب الرتبة 124 عالميا، وتفسر هذه الرتبة المتأخرة بالمشاكل الاجتماعية المتعددة، منها: ارتفاع نسبة البطالة والأمية وضعف الدخل الفردي ومعدل التمدرس وعدم كفاية الأطر والتجهيزات الصحية والمرافق الضرورية بالإضافة إلى أزمة السكن وسوء التغذية.

2 – يختلف توزيع مؤشر التنمية البشرية حسب المناطق:

يختلف مؤشر التنمية البشرية حسب الجهات، حيث يرتفع في بعضها مثل جهة العيون بوجد ور الساقة الحمراء مقابل انخفاضه في جهات أخرى كالجهة الشرقية، وتعتبر خريطة الفقر البشري انعكاسا مباشرا لهذا التوزيع، كما يضعف مؤشر التنمية البشرية أكثر في الوسط القروي مقارنة بالوسط الحضري.

IV – الجهود المبذولة لتحسين مستوى التنمية البشرية:

1 – المبادرة الوطنية للتنمية البشرية:

المبادرة الوطنية للتنمية البشرية: هي ورش مفتوح باستمرار لتأهيل الموارد البشرية وتقوية التنافسية وإدراج إنعاش الاستثمار والمبادرة الخاصة والتصدير، انطلقت في ماي 2005م، وتضمنت ثلاث محاور رئيسية، هي:

  • التصدي للعجز الاجتماعي الذي تعرفه الأحياء الفقيرة والجماعات القروية الأشد خصاصة.
  • الاستجابة للحاجات الضرورية للأشخاص في وضعية صعبة أو لذوي الاحتياجات الخاصة.
  • تشجيع الأنشطة المتيحة للدخل القار والمدرة لفرص الشغل.

كما يمكن تصنيف تدابير المبادرة الوطنية للتنمية البشرية إلى المجالات التالية:

  • في المجال الاقتصادي: خلق مشاريع إنمائية، وتشجيع الاستثمار وجمعيات الإنتاج وإحداث الأقطاب الصناعية.
  • في المجال الاجتماعي: تعميم التمدرس ومحاربة الأمية والسكن غير اللائق وإقرار التغطية الصحية الإجبارية.
  • في مجال التجهيزات الأساسية: توسيع شبكة الماء الشروب والكهرباء ومد الطرق في البوادي.

2 – برامج أخرى للتنمية البشرية:

  • المشروع النموذجي لمحاربة الفقر في الوسط الحضري: مشروع تجريبي اعتمد على الشراكة بين الفاعلين المحليين في الدار البيضاء ومراكش وطنجة.
  • إستراتيجية 2020 للتنمية القروية: وتضمن دعم البنية النحتية والخدمات الأساسية وتنويع الأنشطة الاقتصادية وحماية البيئة.
  • برنامج التنمية البشرية المستدامة ومكافحة الفقر: استهدف تحسين دخل السكان في أربعة أقاليم الأقل نموا.
  • مشروع الأولويات الاجتماعية: توخى دعم التمدرس ومحاربة الأمية وتحسين الخدمات الصحية في (575) جماعة قروية.

خاتمة:

يواجه المغرب صعوبات في تدبير الموارد الطبيعية والبشرية التي تتباين حسب الجهات، لهذا نهج سياسة إعداد التراب الوطني التي مهدت لها التقسيمات المجالية الكبرى.

عرض التعليقات