دعامة من الحديث النبوي الشريف: دلائل الإيمان بالله واليوم الآخر الثالثة إعدادي

دلائل الإيمان بالله واليوم الآخر

مدخل تمهيدي:

يربط هذا الحديث النبوي بين الإيمان بالله واليوم الآخر (العقيدة)، وبين بعض أعمال البر (الشريعة).

  • فما هي هذه الأعمال؟
  • وبم تتعلق؟
  • ولماذا تعتبر دلائل على الإيمان؟

نص الحديث:

عَنْ  أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يُؤْذِ جَارَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ».

[صحيح البخاري]

دراسة الحديث وقراءته:

I – توثيق الحديث والتعريف به:

1 – التعريف بأبي هريرة:

أبو هريرة: هو عبد الرّحمن بن صخر الدوسي الملقب بأبي هريرة، ولد في الحجاز عام 19 قبل الهجرة، كان اسمه عبد شمس في الجاهلية وقد سماه الرسول ﷺ عامراً، اعتنق الإسلام بينما كان يبلغ من العمر 16 عاما، شهد غزوة خيبر مع الرسول ﷺ، كما صحبه حوالي أربع سنوات، ويعد معجزة من معجزات النبوة لهذا كان من أكثر الصحابة روايةً للحديث، كان أبو هريرة تقيّاً ورعاً، لم يكن يرد الإساءة وبالإساءة، تُوفي عام 57 هـ، وقد كان يبلغ من العمر ما يقارب 78 عاما.

2 – التعريف بصحيح البخاري:

صحيح البخاري: «الجامع المسند الصحيح المختصر من أُمور رسول الله صلى الله عليه وسلّم وسننه وأيامه»، الشهير بِاْسم «صحيح البخاري» هو أبرز كتب الحديث النبوي عند المسلمين من أهل السنة والجماعة، صنّفه الإمام محمد بن إسماعيل البخاري، واستغرق قي تحريره ستة عشرة عاماً، وانتقى أحاديثه من ستمائة ألف حديث جمعها، ويحتلّ الكتاب مكانة متقدمة عند أهل السنّة، حيث بعد أحد الكتب الستّة التي تعتبر من أمّهات مصادر الحديث عندهم، وهو أوّل كتاب مصنّف في الحديث الصحيح المجرّد، كما يعتبر لديهم أصحّ كتاب بعد القرآن الكريم.

II – فهم الحديث:

1 – معاني مفردات الحديث الشريف:

  • يؤمن: من الإيمان، والتصديق والإذعان.
  • اليوم الآخر: يوم القيامة.
  • فلا يؤذ جاره: وذلك بكف الأذى والشر والظلم عنه.
  • فليكرم ضيفه: يحسن إليه، ويتأدب معه، ويطعمه، ويقوم بخدمته.
  • يصمت: يسكت.
  • الجار: من سكن بجوارك ولو كان ذا قربى.
  • الضيف: من كان غريبا عن دياره في حاجة إلى مأوى ورعاية، أو واصل رحم، أو صديق حميم.
  • قول الخير: الكلمة الطيبة والنصح للناس والأمر بالمعروف والإصلاح بين الناس والعدل بينهم في الدنيا.

2 – المعاني المستخلصة الحديث:

  • إبرازه ﷺ أن من كمال الإيمان وصدق الإسلام الإحسان إلى الجار والبر به، وكف الأذى عنه.
  • من تمام الإيمان الإحسان إلى الضيف والتأدب معه وإكرامه.
  • من كمال الإيمان وتمام الإسلام أن يفكر المسلم قبل أن يتكلم، فإن كان خيرا تكلم به، وإن كان شرا أمسك عنه، لأنه سيحاسب عن كل كلمة يتفوه بها.

III – معاني الحديث:

يرشدنا الرسول ﷺ في هذا الحديث إلى ثلاثة خصال تعدُّ من أعظم أعمال البر، والتي لا يكتمل إيمان امرئٍ إلا بها، وهذه الخصال هي:

  • الإحسان إلى الجار: اعتبره الرسول ﷺ علامة على قوة الإيمان بل وأنزل الجار منزلة القريب، كما جاء في الحديث قال ﷺ: «مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ».
  • إكرام الضيف: كما أوضح الحديث أن على المؤمن التأدب مع الضيف وإكرامه وإطعامه لأن هذا دليل على صدق الإيمان.
  • حفظ اللسان: أوصى ﷺ بالتزام القول الطيب والكلام والحسن، واعتبر أن من فقه الرجل قلة كلامه فيما لا يعنيه، والكلام على ثلاثة أضرب: كلام خير يستحب الكلام به، وكلام شر يشرع الإمساك عنه، وكلام مباح لا خير ولا شر فيه يشرع الإمساك عنه، وقد نهى السلف الصالح رضوان الله عليهم عن فضول الكلام لأن فيه مضيعة للوقت بلا فائدة وذريعة للوقوع في الحرام، وحفظ اللسان دليل على الخير والاستقامة، قال ﷺ: «لا يَسْتَقِيمُ إِيمَانُ عَبْدٍ حَتَّى يَسْتَقِيمَ قَلْبُهُ، وَلا يَسْتَقِيمُ قَلْبُهُ حَتَّى يَسْتَقِيمَ لِسَانُهُ».

IV – ما يستفاد من الحديث:

  • إكرام الجار والضيف والقول الحسن من شعب الإيمان.
  • الحث على الإحسان إلى الجار وتحريم إيذائه.
  • الأمر بإكرام الضيف، وهو من آداب الإسلام وأخلاق الأنبياء والصالحين.
  • التحذير من آفات اللسان، وأن على المرء أن يفكر فيما يريد التلفظ به فإن كان خيرا تكلم وإلا فليسكت.
  • حرص الإسلام على تقوية الروابط وتمتين الأواصر بين أتباعه.

عرض التعليقات