دعامة من الحديث النبوي الشريف: فضل القرآن على سائر الكلام الثالثة إعدادي في التربية الإسلامية

فضل القرآن على سائر الكلام

مدخل تمهيدي:

القرآن الكريم كلام الخالق عزّ وجلّ فهو كتاب هداية ورحمة وبشرى للمؤمنين، الذين يقرؤون آياته فيعملون بها، ويسمعون القول فيتّبعون أحسنه، وهو كتاب شفاء لمن شاء، وكتاب تحدٍ حيث عجز عن الإتيان بمثله أو بسورة من مثله أحدٌ، إنّه النور الذي ينير طريقنا وعقولنا ويرشدنا إلى الحق اللامتناهي.

نص الخديث:

عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَثَلُ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَالأُتْرُجَّةِ طَعْمُهَا طَيِّبٌ وَرِيحُهَا طَيِّبٌ، وَالَّذِي لا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَالتَّمْرَةِ طَعْمُهَا طَيِّبٌ وَلا رِيحَ لَهَا، وَمَثَلُ الْفَاجِرِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الرَّيْحَانَةِ رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ، وَمَثَلُ الْفَاجِرِ الَّذِي لا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الْحَنْظَلَةِ طَعْمُهَا مُرٌّ وَلا رِيحَ لَهَا».

[رواه البخاري]

دراسة الحديث وقراءته:

I – توثيق الحديث والتعريف به:

1 – التعريف بأبي موسى الأشعري:

أبو موسى الأشعري: هو عبد الله بن قيس بن سليم، صحابي جليل، وُلد في اليمن، وجاء إلى مكة قبل ظهور الإسلام، واشتهر بالتجارة وحُسن المعاملة، ولما ظهر الإسلام أسرع ليعلن إسلامه بين يدي رسول الله ﷺ، ثم طلب من النبي الكريم أن يرجع إلى قومه ليدعوهم إلى الإسلام ويعلمهم أمور الدين الحنيف، فأذن له، توفي بالكوفة في خلافة معاوية سنة اثنتين وأربعين للهجرة.

2 – التعريف بالإمام البخاري:

الإمام البخاري: هو أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، من أهم علماء الحديث عند أهل السنة والجماعة، ولد ببخارى سنة 194ه، صاحب كتاب “الجامع الصحيح”، الذي يعتبر أوثق الكتب الستة الصحاح، والذي أجمع علماء أهل السنة والجماعة أنه أصح الكتب بعد القرآن الكريم.

II – فهم الحديث:

1 – معاني مفردات الحديث الشريف:

  • المثل: هو الشبيه والمثيل والنظير، ويضرب المثل لتشخيص المعنى وتوضيحه.
  • الأُترُجَةُ: فاكهة كالليمون ذهبية اللون زكية الرائحة.
  • الفاجر: المغرق في المعاصي المُجَاهِرَ بها.
  • الحنظلة: ثَمْرَة نبات في حجم برتقالة فيها لُبُ شديد المرارة.

2 – المضمون العام للحديث:

  • فضيلة حاملي القرآن، وأهمية العمل بما جاء به.

III – المعاني المستخلصة من الحديث:

  • المؤمن الذي يقرأ القرآن ويعمل به ينشرح صدره ويطمئن قلبه، ويحبه الله عز وجل، وقد شبهه الرسول ﷺ بالأترجَّةِ طعمها طيِّب وريحها طيِّب.
  • المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كالثمرة طعمها طيِّب وتنقصها الرائحة الطيبة، أي أن هذا المؤمن تنقصه فضائل قراءة القرآن، والمؤمن الذي يقرأ القرآن أقوى من الذي لا يقرأ القرآن وفي كل خير.
  • الفاجر الذي يقرأ القرآن لا تنفعُه قراءته عند الله، وقد شبهه ﷺ بالريحانة ريحها طيب وطعما مر بسبب الفجور وكثرة المعاصي.
  • الفاجر الذي لا يقرأ القرآن كالحنظلة طعمها مر ولا ريح لها.

خلاصة:

المؤمن الذي يقرأ القرآن، ويسعى للعمل بما جاء فيه، يكون قلبه عامر بكتاب الله، يتدبر آياته ويتفكر في دلائل قدرته وعظمته، وبذلك تصفو نفسه، و تجمل أخلاقه، ويصبح فضله عند الله عظيما، ويفوز برضا الخالق في الدنيا والآخرة، وقد حثنا الإسلام على حفظ شيء من القرآن ولو كان يسيرا والاجتهاد في الزيادة عليه، وشبه النبي ﷺ قلب الذي لا يحفظ شيئا من القرآن بالبيت الخرب الخالي من العمران المهدم الأركان، قال ﷺ: «إِنَّ الَّذِي لَيْسَ فِي جَوْفِهِ شَيْءٌ مِنَ الْقُرْآنِ كَالْبَيْتِ الْخَرِبِ»، وقال ﷺ: «مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا لَا أَقُولُ الم حَرْفٌ وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ»، كما خص الخالق تعالى حفاظ القرآن بدرجة عالية، فاعتبرهم أصفياء الله وأولياؤه و أنصاره.

عرض التعليقات