الأقسام: الفقه والأصول

درس أنواع النسخ في القرآن الكريم – مادة الفقه والأصول – الثانية باكالوريا علوم شرعية

أنواع النسخ في القرآن الكريم

تمهيد:

يتنوع النسخ في القرآن الكريم بالنظر إلى الحكم والتلاوة إلى أقسام ثلاثة:

نسخ الحكم والتلاوة معا:

ويتعلق بما نسخ من القرآن بالإنشاء في حياة الرسول ﷺ فلا تجوز قراءته تعبدا ولا العمل به، ومن ذلك حديث عَائِشَةَ أم المؤمنين رضي الله عنها أَنَّهَا قَالَتْ: «كَانَ فِيمَا أُنْزِلَ مِنَ الْقُرْآنِ عَشْرُ رَضَعَاتٍ مَعْلُومَاتٍ يُحَرِّمْنَ ‏.‏ ثُمَّ نُسِخْنَ بِخَمْسٍ مَعْلُومَاتٍ فَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُنَّ فِيمَا يُقْرَأُ مِنَ الْقُرْآنِ»، والحديث عن مسلم وأبي داود والترمذي ومالك، ومعنى الحديث أن التلاوة نسخت ولم يبلغ ذلك كل الناس إلا بعد وفاته ﷺ.

نسخ الحكم دون التلاوة:

ويتعلق بنسخ الحكم المتضمن في الآية القرآنية مع بقائه متلوا في القرآن الكريم متعبدا بتلاوته، ومن ذلك نسخ حكم الاعتداد بالحول للمتوفى عنها زوجها المنصوص عليه في قوله تعالى في سورة البقرة: ﴿وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لِّأَزْوَاجِهِم مَّتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ﴾ بآية الاعتداد بأربعة أشهر وعشرا، في قوله تعالى في سورة البقرة: ﴿وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا﴾، وقوله تعالى في سورة المجادلة: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾، والمنسوخ حكما بقوله تعالى في الاية 13 من سورة المجادلة: ﴿أَأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾.

نسخ التلاوة دون الحكم:

ويتعلق بنسخ القراءة المتضمنة للحكم وعدم التعبد بتلاوتها وبقاء العمل بالحكم الذي تضمنته ومن ذلك نسخ أية الرجم: «الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالا من الله»، والمراد بالشيخ المحصن وبالشيخة المرأة المحصنة، فقد نسخت تلاوتها وبقي حكمها، فقد خطب عمر بن الخطاب رضي الله الناس قائلا: «إن الله بعث محمدا بالحق وأنزل عليه الكتاب فكان مما أنزل الله عليه آية الرجم فقرأناها وعيناها فرجم رسول الله ﷺ ورجمنا بعده».