ملخصات دروس التربية الإسلامية لمكون القسط للمستوى السادس الابتدائي، موزعة على الدورتين الأولى والثانية، حيث تشمل الدروس التالية:
- الإيمان والإيواء: قصة آسية زوج فرعون؛
- أصون كرامتي: قصة مريم عليها السلام؛
- أبحث عن الحقيقة: قصة إبراهيم عليه السلام؛
- أرعى حق المسكين: قصة أصحاب الجنة؛
- أفي بحقوق غيري: “فأعط كل ذي حق حقه”؛
- أستقيم كما أمرت.
دروس الدورة الأولى في مادة التربية الإسلامية لمكون القسط للمستوى السادس الابتدائي:
الإيمان والإيواء: قصة آسية زوج فرعون
أَخْبَرَ السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ أنه سَيُولَدُ في بَنِي إسرائيل طفلٌ سيكون ذهابُ مُلْكِهِ على يَدَيْهِ، فأمر بقتل جميع الأطفال وكلِّ مَوْلُودٍ يولد، فَأَلْهَمَ الله أُمَّ موسى أن ترمي ابنها – وهو صبي – في البحر، لِتَحْمِلَهُ الأمواجُ إلى قَصْرِ فرعون، حيث رأته آسيةُ بنتُ مُزَاحِم (زوجة فرعون) فَرَقَ قلبُها له، وطلبت من فرعون ألَّا يقتله. وبهذا استطاعت العناية الإلهية أن تحفظ موسى وتجعله يُرَبَّى في قصر فرعون.
وعندما دعا موسى- عليه السلام- إلى توحيد الله تعالى آمنت به آسية بنتُ مزاحم وصدقته، ولكنها في البداية أخفت ذلك عن فرعون خوفا منه، لكنها وبعد أن هزم موسى عليه السلام سَحَرَةَ فرعون أشهرت إسلامَها واتِّبَاعَها لدينِ موسى عليه السلام، وَجُنَّ جُنُونُ فرعونَ لسماعه هذا الأمر المُرَوِّع بالنسبة له، وحاول عَبَثاً رَدَّها عن إسلامِها وأن تعود كما كانت في السابق، تارة بالإقناع وتارة بالتهديد والتعذيب، لكنها كانت ثابتة على الحق قوية الإيمان، فكان جزاؤها أن استجاب الله لها. يقول الله تعالي: ﴿وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (11)﴾ (سورة التحريم).
أصون كرامتي: قصة مريم عليها السلام
السيدة مريم العذراء عليها السلام هي أم نبي الله عيسى عليه السلام، والتي ولدته دون أن يَمَسَّهَا رجلٌ لتكون وِلادَتُهُ مُعْجِزَةٌ للناس. وفي قصتها في القرآن الكريم عدةُ حقائقَ حول عِفَّتِها وطُهْرِها وَصَوْنِها لكرامتها، ومنها أن الله تعالى أوحى إلى مريم عليها السلام أنها ستحمل بعيسى عليه السلام، فكان ذلك معجزة وتشريفا لها بالوحي.
وقد كان موقفها محرجا أمام الناس الذين وصل بهم الحال إلى اتهامها بارتكاب الزِّنا والعياذ بالله، ولكن الله سبحانه وتعالى حمى مريم بأن أمرها بالصيام عن الكلام (أي الامتناع عن الكلام)، وجعل الله تعالى عيسى عليه السلام يتكلم ويرد على قومها وهو لا يزال في المهد، فكان رده بِوَحْيٍ إِلَهِيٍّ أفحمهم وصعق قلوبهم وعقولهم وأزال كل شبهة عنها حفاظا على كرامتها.
تُظْهر هذه القصة بوضوح عُلُوَّ مَقَامِ مريم عليها السلام عند الله سبحانه وتعالى، وكيف أنه كان يَحُوطُها ويَحْفَظُها بعنايته وَصَوْنِه، لذلك يجب عَلَيَّ أن أحفظَ كرامتي كما في قصة مريم عليها السلام، ولا أعتدي على كرامة غيري بالحط من شأنهم أو بالتجريح في شرفهم.
أبحث عن الحقيقة: قصة إبراهيم عليه السلام
كان نُمْرود بن كَنعان ملكاً على بابل، وكان أهل هذه المدينة ينحتون أصناماً يتقرّبون إليها بالعبادة. أما ملكهم نُمرود فكان يَدّعي الربوبية، فطلب من قومه أن يتخذوه إلهاً، وفي هذه البلاد وُلِد إبراهيم عليه السلام لأبيه “آزَر”. وهكذا فتح الصغير عينيه على قوم اتّخذوا الأصنام أرباباً من دون الله. وكان آزر نحّاتاً؛ يصنع لقومه التماثيل والأصنام، فكان داعيةً لها، ولكنّ إبراهيم، بما آتاه الله من نور في قلبه، توصل إلى الإيمان بالفطرة التي فطر الله الناس عليها، بأن لهذه الأرض ومن عليها، والسماء التي تزينها الكواكب والنجوم، رَبّاً خالقاً، وحكيماً مدبّراً، وإلهاً صانعاً أتقن خلق كل شيء، ولطالما كان يتأمّل في الليل نجومَ السماء وكواكبها والقمر، وفي النهار يتأمل الشمس، باحثا عن الله في كل مكان، ليكتشفَ في الأخير أن هناك خالقا واحدا لكل هذه الكائنات، ويَتَبَرَّأَ مما يَعْبُدُ قَوْمُهُ من أصنام لا تنفع ولا تضر، وَيُشْفِقَ على قومه إشفاقا مما يعبدون من دون الله عز وجل، وَلِيُوَجِّهَ وجهه في الأخير لفاطر السماوات والأرض ويبتعدَ عن المشركين.
يقول الله تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75) فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآَفِلِينَ (76) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (78) إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (79)﴾ (سورة الأنعام).
اضغط على الصفحة التالية لمتابعة القراءة. أنت الآن بالصفحة 1 من 2.